مهارات التأثير والإقناع وأهم استراتيجيات تطويرها لتحقيق تواصل فعّال

 

مهارات التأثير والإقناع وأهم استراتيجيات تطويرها لتحقيق تواصل فعّال



مهارات التأثير والإقناع من الأدوات القوية في تطوير الحياة الشخصية والمهنية من خلال فهم أساليب الإقناع وكيفية التأثير على الآخرين؛ من أجل تحقيق الأهداف وبناء علاقات قوية.

سوف نتحدث اليوم عما هي مهارات التأثير والإقناع ونتعرف على كيفية تطوير تلك المهارات بشكل فعال لتحقيق تواصل مثمر، ونتعرف على أساليب الإقناع الشائعة في التواصل.

مهارات التأثير والإقناع

مهارات التأثير والإقناع يقصد بها تلك المهارات المستخدمة في تغيير وجهات النظر أو السلوكيات لدى الآخرين اتجاه رأي أو فكرة ما، من خلال إيصال مشاعر أو رسالة مقنعة.

يعد الإقناع أمرًا ضروريًا على الصعيد الاجتماعي أو المهني، إلا أن الكثير يفشلون في ذلك؛ نظرًا لاتباع طرق وأساليب خاطئة في الإقناع تأتي بنتائج سلبية بالرفض.

حيث أن عملية الإقناع الناجحة تتطلب مهارات خاصة مثل: مهارات الاستماع الفعال ومهارة تقديم الحجج بالأدلة المنطقية المقنعة والقدرة على فهم لغة الجسد في تحقيق تواصل مؤثر.

العوامل النفسية المؤثرة في عملية الإقناع

قبل تطوير مهارات التأثير والإقناع، يجب الإلمام بتلك العوامل النفسية التي قد تؤثر على عملية تقديم الآراء والحلول بشكل مقنع للطرف المقابل؛ لتحقيق المراد.

تتمثل أبرز العوامل المؤثرة في عملية الإقناع في التالي:

تجنب الضغط للإقناع

لا يجب أن يقدم الإقناع من خلال ممارسة الضغوط للإقناع؛ مما يؤثر نفسيًا على المستمع ويثير لديه مشاعر رفض داخلية قادرة على مقاومة الإقناع ومقابلته بالرفض.

ولذا يجب على القائم بالإقناع أن يحرص على تهيئة المستمع للاقتناع، وأن يقدم الرأي في شكل اختياري دون ضغوط مفرطة.

أثر الجماعة على الفرد

في حال انتماء المستمع لجماعة ما، يمكنك استغلال ذلك الانتماء في الإقناع بالرأي؛ مما يعزز من القدرة على الإقناع، وذلك من خلال طرح أمثلة ذات علاقة بالجماعة أو أحد أفرادها.

أثر أصحاب الثقة أو قيادات الرأي على الفرد

يمتلك قيادات الرأي والمؤثرين دورًا ملموسًا في تشكيل رأي الجمهور، وهنا يستطيع القائم بالإقناع باستغلال ذلك في التأثير على المستمع، من خلال ربط مواقف أو آراء لهم بموضوع المناقشة.

 

 

الاستماع الفعّال ودوره في التأثير على الآخرين

من أهم مهارات التأثير والإقناع مهارة الاستماع الفعال، ويقصد بها تحويل الانتباه إلى حديث الطرف الآخر دون مقاطعة؛ من أجل فهم ما يرغب في التعبير عنه من كلمات أو مشاعر.

يتمثل دور الاستماع الفعال في التأثير على الآخرين من خلال الآتي:

·       تعزيز الشعور بالرغبة في فهم وجهة نظر المتحدث وربما التعاطف معه.

·       تحفيز المتحدث بالتعبير عن رأيه بشكل أكثر استفاضة، وتقديم مزيد من المعلومات.

·       تجنب حدوث سوء تفاهم أو نزاعات بين المتحدث والمستمع.

·       المساهمة في بناء علاقات قوية بين الطرقين.

·       نجاح عملية التواصل الفعال بين الطرفين من خلال المشاركة في الحديث.

لغة الجسد لتحقيق التواصل المؤثر

لغة الجسد يقصد بها تواصل غير لفظي بين الأفراد، من خلال حركة الجسم مثل: الإيماءات وحركة اليدين وتعبيرات الوجه ونحوه؛ من أجل تحقيق تواصل فعال وإيصال المعلومات.

يعد فهم لغة الجسد من أهم مهارات التأثير والإقناع؛ نظرًا لمدى فعاليته في تحقيق تواصل فعال بين الأطراف بنسبة قد تصل إلى 70% خلال الحوارات والمناقشات القائمة.

تتمثل أهمية لغة الجسد لتحقيق التواصل المؤثر في التالي:

·       ركن من أركان عملية التواصل الفعال؛ نظرًا لقدراتها على إظهار المصداقية والوضوح والتأثير على الطرف الآخر.

·       التعبير عن المشاعر الحقيقية للإنسان دون التلفظ بها، مثل: التعبير عن الغضب والحب والكره والخوف.

·       تعزيز القدة على فهم الحوار المنطوق بشكل أفضل، وذلك من خلال تعبيرات الوجه أو نبرة الصوت خلال الحديث.

طرح الحجج والأدلة بطريقة مقنعة

من بين أهم مهارات التأثير والإقناع أيضًا مهارة طرح الحجج والأدلة بطريقة مقنعة، ويقصد بالحجج والأدلة المقنعة تلك الحجج القائمة على مبادئ منطقية صحيحة مدعمة بالأدلة القوية.

تعزز تلك الحجج المنطقية من ثقة الآخرين بك، كما أنها تؤثر على الحوار ليظهر في صورة متناسقة ومنطقية؛ مما يزيد من فرص إقناع الآخرين.

وإليك أهم استراتيجيات طرح الحجج والأدلة:

·       فهم الطرف المخاطب جيدًا؛ للتعرف على اهتماماته وتجنب المساس بالقيم والمعتقدات الخاصة به ومراعاة مستوى الاستيعاب والفهم لديه.

·       صياغة الفكرة الرئيسية للحوار بشكل مفهوم ولغة واضحة وسهلة للمستمع.

·       متابعة الفكرة الرئيسية بالأدلة سواء أدلة حقيقة بالأرقام والاحصائيات أو أدلة بصرية بالصور والفيديوهات أو أدلة منطقية بالمقارنات والتشبيهات.

·       الوصول إلى استنتاج منطقي قائم على الحجة والأدلة المقدمة بشكل سلس ومنطقي.

·       التعامل الصحيح مع الاعتراضات من خلال تقديم مزيد من الأدلة أو الشروحات الكافية أو الاعتراف بوجود اختلافات، وذلك مع إظهار مشاعر التعاطف دون غضب أو تعصب.

أساليب الإقناع الشائعة في التواصل اليومي

من أهم طرق تطوير مهارات التأثير والإقناع استخدام أساليب الإقناع، ويقصد بها تلك التقنيات النفسية المستخدمة في المواقف والمناقشات؛ من أجل تحقيق نتائج إيجابية بالاقتناع.

تتمثل أبرز أساليب الإقناع الشائعة في التواصل اليومي في التالي:

·       التحفيز العاطفي عن طريق إثارة مشاعر الفضول أو الحماس؛ مما يعزز من القدرة على الإقناع باتخاذ قرار ما.

·       تعزيز الشعور بقلة الفرص أمام المستمع؛ مما يثير لديه الرغبة في اتخاذ قرار عاجل.

·       الاعتماد على المصداقية من خلال تقديم أدلة حقيقية من احصائيات ودراسات أو الاعتماد على آراء ومواقف شخصيات مؤثرة.

·       استخدام التأثير الجماعي من خلال إظهار موافقة الجماعة عن الرأي؛ مما يساهم في الوصول إلى إقناع المستمع.

·       تكرار الرسالة بشكل مقنع دون إفراط؛ مما يعزز من ترسيخ الفكرة في الذهن والانقياد إليها.

على الرغم من أن تلك الأساليب ذات تأثير إيجابي في عملية الإقناع، إلا أن استخدامها بشكل مفرط أو غير أخلاقي أمرًا مرفوضًا؛ فقد يصبح سببًا قويًا في حدوث الرفض وفشل الإقناع.

تطوير مهارات التأثير والإقناع: خطوات عملية

تعد مهارات التأثير والإقناع من المهارات الشخصية الهامة في تحقيق تواصل مثمر مع الآخرين، ويمكنك تطوير مهارات التأثير والإقناع من خلال الخطوات التالية:

تحديد النقاط المشتركة

البحث عن النقاط المشتركة مع الطرف الآخر مثل: الميول إلى نوع من الفنون، والتواصل بناءً عليها؛ مما يعزز من الشعور بوجود رابط بين الطرفين، ومن هنا يبدأ بناء الثقة التي تعد أساس الإقناع.

إبراز إيجابيات وسلبيات وجهة نظرك

لا تتوقف عند إظهار إيجابيات وجهة نظرك، بل أظهر أيضًا السلبيات مع طرق التغلب عليها؛ مما يعزز من مصداقيتك أمام المستمع، ويمنحه انطباعًا بأنك درست القضية من كافة الجوانب.

إظهار المنفعة العائدة على الطرف الآخر

لا تبادر في طرح وجهة نظرك دون تسليط الضوء على المنفعة العائدة على الطرف الآخر مثل: تقديم حل لمشكلة يعاني منها، ومن هنا يمكنك طرح وجهة نظرك كحل فعال لمشكلة المستمع.

تعزيز التجاوب مع الطرف الآخر

الاعتماد على مخاطبة الطرف الآخر باسمه الشخصي؛ مما يعزز من تجاوبه مع الحوار، والاعتماد على تقليد حركات لغة الجسد للمستمع بطريقة ذكية؛ مما يعزز من الرابط والثقة بينكما.

وهنا يجب الانتباه جيدًا إلى عدم تقليد الحركات السلبية مثل: النظر إلى الهاتف عند الحديث، وعدم المبالغة في تقليد الحركات، فلا بد أن يكون الأمر بذكاء موزون دون إفراط.

وبذلك يمكننا القول إن مهارات التأثير والإقناع أمرًا ضروريًا عند تقديم مشروع أو فكرة جديدة؛ من أجل إقناع الطرف الآخر والتقليل من سوء التفاهم المحتمل وتعزيز بناء العلاقات.

مع الأخذ في عين الاعتبار أن محاولة الإقناع بشكل مفرط قد تكون سببًا في الرفض، فلا بد من الاعتدال في الإقناع والابتعاد عن التكرار المفرط للكلمات أو استخدام كلمات سلبية تثير المقاومة والرفض.

تعليقات