كيف تتخذ القرار الصحيح وأهم العوامل المؤثرة في صناعة القرار السليم

 

استراتيجيات اتخاذ القرار الصحيح وأهم العوامل المؤثرة في صناعة القرار السليم



استراتيجيات اتخاذ القرار الصحيح تساعد في صناعة القرار السليم، وتجنب الوقوع في الأخطاء المؤثرة على جودة القرار وصحته؛ وبالتالي تحسين النتائج المترتبة على القرار الصادر.

سوف نتعرف اليوم على أهم استراتيجيات اتخاذ القرارات مع أمثلة توضيحية، والعوامل المؤثرة على اتخاذ القرارات، والأخطاء الشائعة عند اتخاذ القرارات، ونسلط الضوء على خطوات اتخاذ القرار.

استراتيجيات اتخاذ القرار الصحيح

اتخاذ القرار الصحيح هو عملية اختيار الحل الأفضل لمشكلة ما بين حلين أو أكثر، ويعتمد اتخاذ القرار السليم على المنطق المتمثل في الواقع الحالي، والحدس النابع من الخبرات السابقة.

ويقصد بمفهوم استراتيجيات اتخاذ القرار الصحيح النهج المتبع في اتخاذ القرارات، ولكل استراتيجية دورًا فعالًا في الوصول إلى القرار؛ ولذا يجب الحرص على تعلمها وممارستها عند صنع القرار.

تتمثل استراتيجيات اتخاذ القرارات الصحيحة في التالي:

التفكير التحليلي المنطقي والمعلوماتي

يعتمد على جمع مزيد من المعلومات والتفاصيل حول المشكلة، وطرح الحلول والبدائل، والمقارنة بين الإيجابيات والسلبيات؛ من أجل اتخاذ القرار الأفضل.

على سبيل المثال: عند اتخاذ قرار الاختيار بين أكثر من عرض وظيفي، فقد تحتاج إلى مقارنة بين العروض من حيث الراتب وبيئة العمل وفرص الترقي والموقع الجغرافي؛ لاختيار الأفضل لك.

تصفية الخيارات المتاحة

في حال وجود عدد كبير من الخيارات المقترحة، قد تصاب بالتشتت والحيرة؛ ولذا يجب تقليص دائرة الخيارات، على سبيل المثال: إذا كان أمامك 5 عروض وظيفية، حدد 3 فقط من بينهما للمقارنة.

الاستفادة من الخبرات السابقة

في حال كنت صاحب خبرة سابقة في التعامل مع مشكلة مشابهة، سوف تساعدك تلك الخبرة في تسريع اتخاذ القرار، على سبيل المثال: الطبيب الخبير قادر على تشخيص الحالات بسرعة أكثر من المبتدئ.

منهجية اتخاذ القرار

تعتمد على اتباع خطوات محددة في اتخاذ القرار، مثل: تحديد المشكلة، جمع المعلومات، مقارنة الخيارات والبدائل المتاحة، ثم اتخاذ القرار.

على سبيل المثال: عند الرغبة في شراء منزل جديد، عليك بتحديد متطلباتك، جمع معلومات حول العقار، المقارنة بين الخيارات المتاحة من حيث الإيجابيات والسلبيات، ثم تحديد الأفضل.

التعاون في اتخاذ القرار

يعتمد على الحصول على وجهات نظر الآخرين في اتخاذ القرار؛ مما يعزز من فرص الوصول إلى قرارات أفضل، على سبيل المثال: اتخاذ القرارات الجماعية في إطلاق المشاريع وتبادل الآراء حولها.

اتخاذ القرار بالحيادية والمنطقية

يجب التحرر من التحفيزات الفكرية والمعتقدات الخاطئة عند اتخاذ القرار، على سبيل المثال: الاعتقاد بأن تعلم مهارة جديدة يتطلب شهور، بعد التحقق ثبت قابلية التعلم خلال أيام فقط.

اتخاذ قرارات سريعة

بعض المواقف تحتم اتخاذ قرار عاجل، وإلا تفقد الفرصة، على سبيل المثال: عرض وظيفي مستعجل، هنا يمكنك التقديم طلبك للتقدم فورًا، ثم تحليل العرض فيما بعد.

اتخاذ قرار بالحدس

في حال عدم وجود خيار مرجح عن بقية الخيارات، يمكنك الاعتماد على الحدس المدعوم بالخبرات والتجارب، على سبيل المثال: تقييم المستثمر فعالية شراكة بغض النظر عن الأرقام المتوقعة لها.

اتخاذ قرار بالتصويت

تعتمد على اتخاذ القرار بتصويت الأغلبية عليه، بدلًا من المناقشات الطويلة، على سبيل المثال يقدم القائد مجموعة من الخيارات، ثم يجمع الأصوات حولها؛ لاختيار الخيار صاحب التصويت الأعلى.

اتخاذ قرار بالتفويض

تعتمد على إعطاء مسئولية اتخاذ القرار إلى أشخاص أكثر خبرة، وكفاءة، على سبيل المثال: عند اتخاذ قرار إداري، تفويض المهمة إلى مسئول الفريق الإداري.

العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار

تعد استراتيجيات اتخاذ القرار الصحيح من أهم إجراءات صناعة القرار سواء للأفراد أو المؤسسات، وهناك بعض العوامل التي تؤثر على تلك الخطوة منها عوامل شخصية أو اقتصادية أو اجتماعية.

ومن بين العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار ما يلي:

·       المؤهلات العلمية لصانع القرار، التي تؤثر على مدى قدرته على دراسة العواقب وتحليلها.

·       المهارات الشخصية لصانع القرار، فلا بد أن يكون صانع القرار عقلاني وصاحب وعي فكري وتفكير تحليلي؛ مما يؤهله لدراسة الأمر بشكل عميق قبل اتخاذ القرار.

·       مدى قدى صانع القرار على التكيف مع المتغيرات والمواقف الطارئة حيال اتخاذ القرار.

·       نوع القرار، ففي حالات القرارات المعقدة، قد يتطلب الأمر دراسة وتحليل أعمق؛ للوصول إلى القرار السليم.

·       المعلومات والتفاصيل المتاحة حول المشكلة، فإذا كانت محدودة، فقد تزداد احتمالية اتخاذ قرارات غير صائبة.

·       العوامل التكنولوجية؛ ينبغي النظر إلى مدى توافق القرار مع التطورات التكنولوجية الحالية والمتوقعة مستقبلًا، مع الأخذ في عين الاعتبار احتمالية وجود بدائل تكنولوجية حديثة.

·       تؤثر العوامل الاقتصادية؛ حيث يجب النظر إلى مدى توافق القرار مع الظروف الاقتصادية الحالية، مع الأخذ في عين الاعتبار التغيرات المستقبلية المحتملة في الحالة الاقتصادية.

·       العوامل الاجتماعية والعاطفية تؤثر أيضًا على استراتيجيات اتخاذ القرار الصحيح، فقد يتسبب الضغط النفسي في اتخاذ قرارات ليست بالأفضل.

أخطاء يجب تجنبها عند اتخاذ القرار

بعد أن تعرفنا على أهم استراتيجيات اتخاذ القرار الصحيح والعوامل المؤثرة على اتخاذ القرار، سوف نتعرف أيضًا على الأخطاء الشائعة عند اتخاذ القرارات ومدى تأثيرها السلبي على القرار.

تتمثل أبرز أخطاء يجب تجنبها عند اتخاذ القرار في الآتي:

·       التركيز على المعلومات والتفاصيل المتاحة دون محاولة استكشاف مزيد من المعلومات؛ مما يترتب عليه عدم الوضوح الكلي للصورة، وبالتالي اتخاذ قرارات غير مكتملة الأركان.

·       التقييم غير الدقيق للمخاطر والعواقب المحتملة؛ مما قد يتسبب في اتخاذ قرارات بعواقب غير محمودة.

·       التسرع في اتخاذ القرار دون دراسة كافية للأوضاع وتحليلها؛ مما يتسبب كثيرًا في الوقوع في قرارات عاطفية أو خاطئة.

·       المماطلة في اتخاذ القرار؛ خوفًا من العواقب المحتملة، فقد يتسبب التسويف والمماطلة في عدم اتخاذ القرار في الوقت الأنسب وتضييع الفرص.

·       عدم متابعة نتائج القرار الصادر بعد التنفيذ؛ مما قد يفقدك فرص لاستكشاف الثغرات وتعديلها، وتعلم استراتيجيات اتخاذ القرار الصحيح وتطويرها لديك.

كيف أتخذ قرار مصيري في حياتي؟

إذا كنت تتساءل: "كيف أتخذ قرار مصيري في حياتي؟"، يجب إدراك أن تلك المهمة مصيرية وفي غاية الأهمية، ولا بد من إعطائها الكثير من الوقت والجهد؛ لتحصيل أفضل النتائج الممكنة.

ومن المهم أيضًا اتباع ما ذكرناه أعلاه من استراتيجيات اتخاذ القرار الصحيح؛ من أجل زيادة فرص اتخاذ قرار سليم، والتقليل من احتمالية الوقوع في الأخطاء المؤثرة على جودة القرار.

وإليك الخطوات الأساسية لاتخاذ قرارات مصيرية:

·       عليك أولًا بتحديد المشكلة بوضوح، وجمع كافة التفاصيل والمعلومات المتاحة عنها.

·       حدد الحلول المقترحة، وقارن بين السلبيات والإيجابيات المحتملة لهم.

·       كن مرنًا في فكرك، وحدد أيضًا الحلول البديلة للمشكلة.

·       حان الوقت لاختيار القرار الأنسب بعد المقارنة بين الحلول المتاحة، مع مراعاة تطبيق استراتيجيات اتخاذ القرار الصحيح.

·       عليك بتقييم العواقب المحتملة من وراء القرار المختار، والتحقق من مدى القدرة على التأقلم معها.

·       كن حريصًا على وضع خطة طوارئ لحل مشكلتك؛ مما يقلل من مستويات التوتر والقلق، ويساعد في التكيف مع الأخطاء والظروف المفاجئة دون مزيد من الأضرار.

هنا ننصحك بمحاولة مشاركة أشخاص ثقة في عملية اتخاذ القرار؛ حيث أن القرارات الجماعية غالبًا تأتي بشكل أفضل من القرارات الفردية، وتقلل من حجم المسئوليات الملقاة على كتف واحد.

تلعب استراتيجيات اتخاذ القرار الصحيح دورًا ملموسًا في تحسين القرارات بمختلف أنواعها سواء قرارات شخصية أو مهنية؛ مما يحتم علينا تعلم تلك الاستراتيجيات وتطبيقها على قرارتنا.

من أجل اكتساب القدرة على اتخاذ قرارات صائبة، يمكنك البدء باتخاذ قرارات بسيطة غير مؤثرة بقوة، مثل: اتخاذ قرار باتباع نظام غذائي صحي، ثم التدرج في نوعية القرارات وأعدادها.

تعليقات